فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقيل: إن الأنصار وهم الأوس والخزرج كان بينهم من الحروب ما أهلك ساداتهم ودق جماجمهم ولم يكن لبغضائهم أمد وبينهم التجاور الذي يهيج الضغائن ويديم التحاسد والتنافس فأنساهم الله تعالى ما كان بينهم فاتفقوا على الطاعة وتصافوا وصاروا أنصارًا وعادوا أعوانًا وما ذاك إلا بلطيف صنعه تعالى وبليغ قدرته جل وعلا.
واعترض هذا القول بأنه ليس في السياق قرينة عليه.
وأجيب بأن كون المؤمنين مؤيدًا بهم يشعر بكونهم أنصارًا ولا يخفى ضعفه ولا تجد له أنصارًا، وبالجملة ما وقع من التأليف من أبهر معجزاته عليه الصلاة والسلام {لَوْ أَنفَقْتَ مَا في الأرض جَمِيعًا} أي لتأليف ما بينهم {مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} لتناهي عداوتهم وقوة أسبابها، والجملة استئناف مقرر لما قبله ومبين لعزة المطلب وصعوبة المأخذ، والخطاب لكل واقف عليه لأنه لا مبالغة في انتفاء ذلك من منفق معين، وذكر القلوب للإشعار بأن التأليف بينها لا يتسنى وإن أمكن التأليف ظاهرًا {ولكن الله} جلت قدرته {أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} قلبًا وقالبًا بقدرته البالغة {إِنَّهُ عَزِيزٌ} كامل القدرة والغلبة لا يستعصى عليه سبحانه شيء يما يريد {حَكِيمٌ} يعلم ما يليق تعلق الإرادة به فيوجده بمقتضى حكمته عز وجل، ومن آثار عزته سبحانه تصرفه بالقلوب الأبية المملوءة من الحمية الجاهلية، ومن آثار حكمته تدبير أمورهم على وجه أحدث فيهم التواد والتحاب فاجتمعت كلمتهم، وصاروا جميعًا كنانة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذابين عنه بقوس واحدة، والجملة على ما قال الطيبي كالتعليل للتأليف هذا.
ومن باب الإشارة في الآيات: {واعلموا أَنَّمَا غَنِمْتُم مّن شيء} إلى قوله سبحانه: {والله شَدِيدُ العقاب} [الأنفال: 41 48] طبقه بعض العارفين على ما في الأنفس فقال: {واعلموا} أي أيها القوى الروحانية {أَنَّمَا غَنِمْتُم مّن شيء} من العلوم النافعة {فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ} وهي كلمة التوحيد التي هي الأساس الأعظم للدين {وَلِلرَّسُولِ} الخاص وهو القلب {وَلِذِى القربى} الذي هو السر {واليتامى} من القوة النظرية والعملية {والمساكين} من القوى النفسانية {وابن السبيل} الذي هو النفس السالكة الداخلة في الغربة السائحة في منازل السلوك النائية عن مقرها الأصلي باعتبار التوحيد التفصيلي والأخماس الأربعة الباقية بعد هذا الخمس من الغنمية تقسم على الجوارح والأركان والقوى الطبيعية {وَقَالَ موسى يا قوم إِن} تعالى الإيمان الحقيقي جمعًا {وَمَا أَنزَلْنَا على عَبْدِنَا يَوْمَ الفرقان} وقت التفرقة بعد الجمع تفصيلًا {يَوْمَ التقى الجمعان} من فريقي القوى الروحانية والنفسانية عند الرجوع إلى مشاهدة التفصيل في الجمع.
{والله على كُلّ شَيْء قَدِيرٌ} [الأنفال: 41] فيتصرف فيه حسب مشيئته وحكمته {إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدنيا} أي القريبة من مدينة العلم ومحل العقل الفرقاني {وَهُم بالعدوة القصوى} أي البعيدة من الحق {والراكب} أي ركب القوى الطبيعية الممتارة {وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ} معشر الفريقين {وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ} اللقاء للمحاربة من طريق العقل دون طريق الرياضة {لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الميعاد} لكون ذلك أصعب من خرط القتاد {ولكن لّيَقْضِيَ الله أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا} قدرًا محققًا فعل ذلك {لّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ} وهي النفس الملازمة للبدن الواجب الفناء {وَيُحْىِ مَنْ حَىَّ عَن بَيّنَةٍ} [الأنفال: 42] وهي الروح المجردة المتصلة بعالم القدس الذي هو معدن الحياة الحقيقية الدائم البقاء، وبينة الأول تلك الملازمة وبينة الثاني ذلك التجرد والاتصال {إِذْ يُرِيكَهُمُ الله} أيها القلب {فِى مَنَامِكَ} وهو وقت تعطل الحواس الظاهرة وهدوء القوى البدنية {قَلِيلًا} أي قليل القدر ضعاف الحال {وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا} في حال غلبة صفات النفس {لَّفَشِلْتُمْ ولتنازعتم في الأمر} أمر كسرها وقهرها لانجذاب كل منكم إلى جهة {ولكن الله سَلَّمَ} من الفشل والتنازع بتأييده وعصمته {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور} [الأنفال: 43] أي بحقيقتها فيثبت علمه بما فيها من باب الأولى {وَلاَ تَكُونُواْ كالذين خَرَجُواْ مِن ديارهم} وهم القوى النفسانية خرجوا من مقارهم وحدودهم {بَطَرًا} فخرًا وأشرًا {وَرِئَاء الناس} وإظهارًا للجلادة.
وقال بعضهم: حذر الله تعالى بهذه الآية أولياءه عن مشابهة أعدائه في رؤية غيره سبحانه: {وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله} [الأنفال: 47] وهو التوحيد والمعرفة {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشيطان} أي شيطان الوهم {أعمالهم} في التغلب على مملكة القلب وقواه {وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ اليوم مِنَ الناس} أوهمهم تحقيق أمنيتهم بأن لا غالب لكم من ناس الحواس وكذا سائر القوى {وَإِنّي جَارٌ لَّكُمْ} أمدكم وأقويكم وأمنعكم من ناس القوى الروحانية {فَلَمَّا تَرَاءتِ الفئتان نَكَصَ على عَقِبَيْهِ} لشعوره بحال القوى الروحانية وغلبتها لمناسبته إياها من حيثية إدراك المعاني {وَقَالَ إِنّي بَرِيء مّنْكُمْ} لأني لست من جنسكم {إِنّي أرى مَا لاَ تَرَوْنَ} من المعاني ووصول المدد إليهم من سماء الروح وملكوت عالم القدس {إِنّى أَخَافُ الله} سبحانه لشعور ببعض أنواره وقهره، وذكر الواسطي بناءً على أن المراد من الشيطان الظاهر، أن اللعين ترك ذنب الوسوسة إذ ذاك لكن ترك الذنب إنما يكون حسنًا إذا كان إجلالًا وحياءً من الله تعالى لا خوفًا من البطش فقط وهو لم يخف إلا كذلك {والله شَدِيدُ العقاب} [الأنفال: 48] إذ صفاته الذاتية والفعلية في غاية الكمال اه بأدنى تغيير وزيادة.
وذكر أن الفائدة في مثل هذا التأويل تصوير طريق السلوك للتنشيط في الترقي والعروج {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الذين كَفَرُواْ} وهم الذين غلبت عليهم صفات النفس {الملائكة} أي ملائكة القهر والعذاب {يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ} لإعراضهم عن عالم الأنوار ومزيد الكبر والعجب {وأدبارهم} لميلهم إلى عالم الطبيعة ومضاعف الشهوة والحرص ويقولون لهم: {ذُوقُواْ عَذَابَ الحريق} [الأنفال: 50] وهو عذاب الحرمان وفوات المقصود {ذلك بِأَنَّ الله لَمْ يَكُ مُغَيّرًا نّعْمَةً أَنْعَمَهَا على قَوْمٍ حتى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الأنفال: 53] أي حتى يفسدوا استعدادهم فلا تبقى لهم مناسبة للخير وحينئذٍ يغير سبحانه النعمة إلى النقمة لطلبهم إياها بلسان الاستعداد وإلا فالله تعالى أكرم من أن يسلب نعمة شخص مع بقاء استحقاقها فيه.
{إِنَّ شَرَّ الدواب عِندَ الله الذين كَفَرُواْ} لجهلهم بربهم وعصيانهم له دون سائر الدواب {فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} [الأنفال: 50] لغلبة شقاوتهم ومزيد عتوهم وغيهم {الذين عاهدت مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلّ مَرَّةٍ} من مرات المعاهدة لأن ذلك شنشنة فيهم مع مولاهم، ألا ترى كيف نقضوا عهد التوحيد الذي أخذ منهم في منزل: {أَلَسْتَ بِرَبّكُمْ} [الأعراف: 172] {وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ} [الأنفال: 56] العار ولا النار {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا استطعتم مّن قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] قال أبو علي الروزباري: القوة هي الثقة بالله تعالى، وقال بعضهم: هي الرمي بسهام التوجه إلى الله تعالى عن قسي الخضوع والاستكانة {هُوَ الذي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ} الذي لم يعهد مثله {وبالمؤمنين} [الأنفال: 62] بجذبها إليه تعالى وتخليصها مما يوجب العداوة والبغضاء، أو لكشفه سبحانه لها عن حجب الغيب حتى تعارفوا فيه والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف {لَوْ أَنفَقْتَ مَا في الأرض جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} لصعوبة الأمر وكثافة الحجاب {ولكن الله أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 63] والتأليف من آثار ذلك والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل. اهـ.

.قال القاسمي:

{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} أي: جمع بين قلوبهم وكلمتهم، بالهدى الذي بعثك الله به إليهم، بعد ما كان فيها العصيبة والضغينة {لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا} أي: من الذهب والفضة {مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} إذ لا يدخل ذلك تحت قدرة البشر، لكونه من عالم الغيب {وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} أي: بين قلوبهم بدينه الذي جمعهم إليه، {إِنَّهُ عَزِيزٌ} أي: غالب في ملكه وسلطانه على كل ظاهر وباطن {حَكِيمٌ} أي: فاقتضت حكمته ذلك، لما فيه من تأييد دينه، وإعلاء كلمته.
قال الزمخشري- رحمه الله تعالى-: التأليف بين قلوب من بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الآيات الباهرة، لأن العرب لما فيهم من الحمية والعصبية، والإنطواء على الضغينة في أدنى شيء، وإلقائه بين أعينهم، وإلى أن ينتقموا، لا يكاد يأتلف منهم قلبان، ثم ائتلفت قلوبهم على اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتحدوا وأنشأوا يرمون عن قوس واحدة، وذلك لما نظم الله من ألفتهم، وجمع من كلمتهم، وأحدث بينهم من التحاب والتواد، وأماط عنهم من التباغض والتماقت، وكلفهم من الحب في الله والبغض في الله، ولا يقدر على ذلك إلا من يملك القلوب، فهو يقلبها كما شاء، ويصنع فيها ما أراد.
وقيل: هم الأوس والخزرج، كان بينهم من الحروب والوقائع ما أهلك سادتهم ورؤساءهم، ودق جماجمهم، ولم يكن لبغضائهم أمد ومنتهى، وبينهما التجاور الذي يهيج الضغائن، ويديم التحاسد والتنافس.
وعادة كل طائفتين كانتا بهذه المثابة أن تتجنب هذه ما آثرته أختها، وتكرهه وتنفر عنه، فأنساهم الله تعالى ذلك كله، حتى اتفقوا على الطاعة، وتصافوا وصاروا أنصارًا وعادوا أعوانًا وما ذاك إلا بلطيف صنعه، وبليغ قدرته. انتهى.
وإنما ضعف القول الثاني لأنه ليس في السياق قرينة عليه. كذا في العناية.
أقول: لكن شهرة ما كن بين هذين البطنين من التعادي الذي تطاول أمده، واستحال قبل البعثة نضوب مائه، يصلح أن يكون قرينة. ونقل علماء السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما لقي في الموسم الرهط من الخزرج، ودعاهم إلى الله تعالى. فأجابوه وصدقوه، قالوا له: إنا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، وعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك، نعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليه فلا رجل أعز منك. رواه ابن إسحاق وغيره.
وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خطب الأنصار في شأن غنائم حنين، قال لهم: «يا معشر الأنصار! ألم أجدكم ضلالًا فهداكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي»؟ كلما قال شيئًا قال: «الله ورسوله أمنّ».اهـ.

.قال ابن عاشور:

قوله: {لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم}
استئناف ناشئ عن مساق الامتنان بهذا الائتلاف، فهو بياني، أي: لو حاولت تأليفهم ببذل المال العظيم ما حصل التآلف بينهم.
فقوله: {ما في الأرض جميعًا} مبالغة حسنة لوقوعها مع حرف (لو) الدالّ على عدم الوقوع.
وأمّا ترتّب الجزاء على الشرط فلا مبالغة فيه، فكان التأليف بينهم من آيات هذا الدين، لما نظّم الله من ألفتهم، وأماط عنهم من التباغض.
ومن أعظم مشاهد ذلك ما حدث بين الأوس والخزرج من الإحن قبل الإسلام ممّا نشأت عنه حرب بُعاث بينهم، ثم أصبحوا بعد حين إخوانًا أنصارًا لله تعالى، وأزال الله من قلوبهم البغضاءِ بينهم.
و{جميعًا} منصوبًا على الحال من {ما في الأرض} وهو اسم على وزن فعيل بمعنى مجتمع، وسيأتي بيانه عند قوله تعالى: {فكيدوني جميعًا ثم لا تنظرون} في سورة [هود: 55].
وموقع الاستدراك في قوله: {ولكن الله ألف بينهم} لأجل ما يتوهّم من تعذّر التأليف بينهم في قوله: {لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألفت بين قلوبهم} أي ولكن تكوين الله يلين به الصلب ويحصل به المتعذر.
والخطاب في {أنفقت} و{ألَّفت} للرسول صلى الله عليه وسلم باعتبار أنّه أول من دعا إلى الله.
وإذْ كان هذا التكوين صنعًا عجيبًا ذَيّل الله الخبر عنه بقوله: {إنه عزيز حكيم} أي قوي القدرة فلا يعجزه شيء، محكم التكوين فهو يكوّن المتعذر، ويجعله كالأمر المسنون المألوف.
والتأكيد بإنَّ لمجرّد الاهتمام بالخبر باعتبار جعله دليلًا على بديع صنع الله تعالى. اهـ. بتصرف يسير.

.قال الشيخ الشعراوي:

{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ}
والتأييد هنا عناصره ثلاثة: الله يؤيد بنصره، والله يؤيد بالمؤمنين، والله يؤلف بين قلوب المؤمنين. والتأليف بين القلوب جاء لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل لقوم لهم عصبية وحمية، وهم قبائل متفرقة تقوم الحروب بينهم لأتفه الأسباب؛ لأن عناصر التنافر موجودة بينهم أكثر من عناصر الائتلاف.
إن القبيلة مجتمعة تهب للدفاع عن أي فرد فيها مهما كانت الأسباب والظروف، حتى إنه ليكفي أن يسب واحد من الأوس مثلًا واحدًا من الخزرج لتقوم الحرب بين القبيلتين، ولو أن القلوب ظلت على تنافرها لما استطاعت هذه القبائل أن تواجه أعداء الإسلام، ولشغلتها حروبها الداخلية عن نصرة الدين والدفاع عنه ومواجهة الكفار. ولكن الله ألف بينهم، وبعد أن كانوا أعداءً أصبحوا أحبابًا. وبعد أن كانوا متنافرين أصبحوا متوادين.
وهكذا ألف الله بين قلوب المسلمين بحيث أصبح الإسلام في قلوبهم وأعمالهم وأسلوب حياتهم هو أقوى رابطة تربط بينهم. فأصبحت أخوة الدين أقوى من أخوة النسب. وحين تتآلف القلوب؛ فهذا أقوى رباط؛ لأن كل عمل يقوم به الإنسان إنما ينشأ عن عقيدة في القلب.